سورة البقرة - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


القسوة: الجفاء والغلطة والصلابة. قست: جفَت وغلظت. يتفجر: يخرج بشدة ويسيل.
يتشقق: يتصدع. يهبط: ينزل ويتردى من خوف الله.
وصف الله بني اسرائيل في ذلك الزمان، وبعد أن رأوا الكثير من آيات الله التي عددها، بقساوة القلوب، وضعف الوازع الديني فيها، حتى أصحبت أشد من الحجارة قساوةً لأن بعض الحجارة يتشقق فيخرج منه النهر الخيّر والماء الزلال النافع، وبعضها يخرّ من خشية اللة لو كان له عقل مثل بني الانسان. أما هذه القلوب فلم تتأثر بالعظات والعبر ولم تنفذ إلى أعماقها النذر والآيات. ما الله بغافل عما تعملون، فهو يُحصيه عليكم ثم يجازيكم بألوان من النقم.


انتقل الكلام هنا من مخاطبة اليهود في شأن أجدادهم إلى الحديث مع المسلمين، فقد كان النبي شديد الحرص على دخول اليهود في الاسلام، لأن أصل الدينين واحد من حيث التوحيد والتصديق بالعبث، فافتتح الكلام بهذه الجملة الاستفهامية: افتطمعون ان يؤمنوا لكم..؟ أبعد كل ما قصصناه يطمع طمع طامع في ايمان هؤلاء القوم وهم الوارثون لذلك التارخي الملوث؟
ثم يقص علينا من مساوئ أفعال اليهود واقاويلهم في زمان البعثة زهاء عشرين سبباً لا تبقي مطمعاً لطامع في ايمانهم.
وهو لايدع زعماً من مزاعمهم الا قفى عليه بالرد والتفنيد، وقد بدأ هذا الوصف بتقسمهم فريقين: علماء يحرّفون كلام الله ويتواصون بكتمان ما عندهم من العلم لئلا يكون حجة عليهم، وجهلاء أميين هم ضحايا التلبيس الذي يأتيه علماؤهم. فمن ذا الذي يطمع في صلاح أمة جاهلها مضلَّل باسم الدين وعالمها مظلِّل يكتب من عنده ويقول هذا من عند الله!
لذلك ينبهنا الله إلى انه: ما كان ينبغي لكم أيها المؤمنون ان تطمعوا في ان يؤمن اليهود بدينكم، وقد اجتمعت في مختلف فرقهم اشتاب الرذائل. ان احبارهم يسمعونن كلام الله ويفهمونه ثم يحرّفونه عمداً. واذا لقي اناس منهم أصحاب النبي قالوا لهم كذباً. ونفاقاً أنّا آمنا كإيمانكم وان محمداً هو الرسول الذي بشّرت به التوراة، فاذا خلا بعضهم إلى بعض عاتبهم الباقون منهم على قولهم السابق، خشية ان يكون ذلك حجة على اليهود قاطبة يوم القيامة.


هل غاب عن هؤلاء الذين يلومون غيرهم ويكتمون من صفات النبي ما يكتمون ويحرّفون كلام الله ان الله يعلم ما يُسِرون من كفرٍ ومكيدة وما يعلنون من اظهار الايمان ومن هؤلاء اليهود أميّون جهلة لا يعرفون شيئاً، ولا يعرفون عن التوراة الا الأكاذيب تنفق مع أمانيّهم حسب ما رسمه لهم أحبارهم.
والأماني جمع أمنيَة. وهي في الاصل ما يقدّره الإنسان في نفسه، ولذلك تطلق على الكذب وعلى ما يُتمنى وما يُقرأ. وعلى ذلك يكون المعنى: انهم يعتقدونن أكاذيب أخذوهنا تقليداً من المحّرفين، أو مواعيد فارغة سمعوها منهم، كقولهم ان الجنة قصرٌ على اليهود وحدهم وان النار لن تمسّهم الا أياماً يتركونها بعدها إلى الجنة.
{وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} أي وما هو الا قوم قصارى أمرهم الظن الواهي دون علم ولا فهم. ومع هذا فهم أكثر الناس جدلاً في الحق، وأشدهم كذباً وغرورا.
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ...}
الويل: الهلاك، أي هلاك وعذاب كبير لهؤلاء الأحبار الذين يكتبون من عندهم ثم يقولون للأميين هذه هي التوراة التي جاءت من عند الله. كل هذا الافك ليصلوا من ورائه إلى أغراض تافهة قليل. فالحق أثمن الأشياء وأغلاها.
وقد جنى أحبار اليهود ثلاث جنايات: تغيير صفة النبي صلى الله عليه وسلم، والافتراء على الله، وأخذ الرشوة، فهددهم الله على كل جناية بالويل والثبور.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13